وثق المركز الدولي للحقوق والحريات عثور سكان محليين على جثمان طفلة في حديقة ساحة سعدالله الجابري قرب كازية البارون في مدينة حلب، وذلك منذ يومين، دون أن تقوم أي جهة رسمية أو سلطات محلية بنقل الجثمان أو مباشرة إجراءات الدفن، في انتهاك تتحمل مسؤوليته الجهات الرسمية المختصة لعدم قيامها بواجبها في التحرك الفوري. ويُعد ترك الجثمان في مكان عام لفترة طويلة مساسًا بحرمة وكرامة المتوفاة، ومخالفة للمعايير الصحية والقانونية، وسط مطالبات من جهات حقوقية ومحلية بفتح تحقيق حول ظروف وفاة الطفلة وأسباب التأخر أو الامتناع عن الاستجابة، واتخاذ إجراءات عاجلة لنقل الجثمان وكشف الملابسات.

يرى المركز الدولي للحقوق والحريات أن هذه الواقعة تمثل انتهاكًا لعدد من المبادئ الأساسية في القانون الدولي لحقوق الإنسان، ولا سيما ما يتعلق بصون كرامة المتوفين وواجب السلطات في حماية الصحة العامة وضمان احترام حرمة الجثامين، إضافة إلى مسؤولية الدولة في فتح تحقيق فعال في حالات الوفاة التي تحيط بها ملابسات غير واضحة. كما يذكّر المركز بالتزامات السلطات المحلية بموجب المعايير الدولية والإقليمية بضرورة التعامل الفوري واللائق مع الجثامين، وضمان الشفافية والمساءلة في حال وجود أي تقصير أو إهمال يؤدي إلى انتهاك الكرامة الإنسانية أو تهديد السلم المجتمعي.