وثق المركز الدولي للحقوق والحريات مساء اليوم سقوط صاروخ على حي الكروم في منطقة المزة 86 بدمشق، في محيط سوبرماركت "فادي"، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، وفقاً لمصادر محلية أفادت أيضاً بسماع ثلاث انفجارات متتالية وليس انفجاراً واحداً فقط، الأمر الذي عزز حالة الهلع بين السكان وأدى إلى أضرار في المنطقة السكنية المحيطة. وتأتي هذه الحادثة في سياق بيئة أمنية هشّة تشهد فيها مناطق مدنية كثيفة بالسكان مخاطر من تعرضها لأعمال قصف أو سقوط مقذوفات، وسط غياب واضح لتدابير وقائية كافية لحماية المدنيين أو توفير إنذارات مسبقة. ويصنّف المركز الجهة المنتهِكة في هذه الحادثة ضمن فئة: جهات مسلحة أو عسكرية غير معروفة الهوية حتى لحظة إعداد هذا الخبر، مع التأكيد على ضرورة تحديد المسؤولية عبر تحقيق مستقل وشفاف.

ويمثل سقوط صاروخ أو قذائف على حي سكني مأهول، متى ثبت أن مصدره أحد أطراف النزاع المسلحة، انتهاكاً لمبدأي التمييز والتناسب في القانون الدولي الإنساني، اللذين يفرضان على جميع الأطراف تجنب توجيه الهجمات ضد المدنيين أو الأعيان المدنية، واتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتقليل الأضرار اللاحقة بهم. كما أن تعريض السكان المدنيين لخطر القتل أو الإصابة في منازلهم وأماكن تواجدهم اليومية يمس جوهر الحق في الحياة والحق في الأمان الشخصي المنصوص عليهما في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. ويؤكد المركز أن واجب السلطات المحلية وأي أطراف مسيطرة على الأرض يشمل اتخاذ إجراءات فعالة لحماية المدنيين، وفتح تحقيق جدي ومستقل في الحادثة لتحديد الجهة المسؤولة، وضمان المساءلة وجبر ضرر الضحايا وأسرهم، بما يتوافق مع التزامات الدولة بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.