وثق المركز الدولي للحقوق والحريات تعرّض الشيخ محمد خير الشعار لتهجّم من مدنيين داخل مسجد عبد الله بن عمر في مدينة حرستا بمحافظة ريف دمشق أثناء إلقائه محاضرة دينية، ما أدى إلى توتر ووقوع اشتباكات داخل المسجد، وذلك بعد يوم واحد من منعه من دخول بلدة قارة على خلفية اعتباره مقرّبًا من النظام السوري (التصنيف: مدنيون). يشير المركز إلى أن المعلومات المتداولة وردت عبر منصات التواصل، ولم يتسنّ له التحقق المستقل من تاريخ الواقعة بدقة حتى لحظة النشر، مع ثبوت وقوعها في محيط دمشق.

من منظور القانون الدولي، تكفل المادة 18 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية حرية الفكر والوجدان والدين، بما في ذلك حرية إقامة الشعائر وممارسة التعاليم داخل أماكن العبادة، كما تكفل المادة 19 حرية الرأي والتعبير ضمن حدود النظام العام وحقوق الآخرين. ويمثل الاعتداء داخل دور العبادة مساسًا بحرمتها ويعرّض الحق في الأمان والسلامة الجسدية للخطر، وهو ما يفرض على السلطات التزامًا إيجابيًا بحماية المصلّين وتحييد دور العبادة عن العنف ومنع التحريض عليه ومحاسبة المسؤولين عنه. وفي سياقات النزاع غير الدولي في سوريا، تؤكد قواعد القانون الدولي الإنساني ضرورة احترام وحماية الأعيان المخصصة للدين والامتناع عن أي أعمال عنف داخلها ما لم تتحول إلى هدف عسكري، وهو ما لا يبين من الواقعة المذكورة. ينادي المركز بضمان التحقيق الفوري والمستقل، وتأمين حماية فعّالة لدور العبادة ومرتاديها، واحترام الحق في ممارسة الشعائر دون ترهيب أو عنف.