وثّق المركز الدولي للحقوق والحريات، يوم الجمعة 1 آب/أغسطس 2025، حادثة اعتداء جسدي ولفظي بحق الفنان السوري عمر خيري – الاسم الحقيقي عمر خربطلي – في مدينة الباب بريف حلب الشرقي. ويُعد خربطلي ابن شقيق التاجر المعروف أحمد حسن خربطلي من عشيرة النعيم.

ووفق الشهادات الميدانية، دُعي الفنان لإحياء حفل زفاف في المدينة، إلا أن عناصر تابعة للحكومة الحالية، بقيادة المدعو “أبو داود” مسؤول الأمن العام في الباب، اقتحموا موقع الحفل واعتدوا عليه بالضرب أمام الحضور، قبل سحبه بالقوة نحو دوار الراعي – ساحة عامة – حيث تعرض لإهانات علنية وشتائم جماعية طالت شخصه وأهالي حلب، بدعوى أن جميع أبناء المدينة “شبيحة” ومؤيدون للحكومة السورية.

وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي لحظة توقيف الفنان، حيث قام بعض العناصر والمشاركين في الحفل بحلق شعره بالقوة ورسم شعارات على وجهه وإجباره على ترديد شعارات مؤيدة للسلطة الانتقالية في المنطقة. كما انهالوا عليه بالضرب بحضور حشود من الأهالي، وسط اتهامات له بالانتماء السابق إلى الجيش السوري وبأن عائلته تضم شخصيات كانت ضمن مؤسسات الدولة.

تأتي هذه الحادثة في سياق تصاعد التوترات الاجتماعية والانقسامات المجتمعية في سوريا، خصوصًا في ظل غياب أي إجراءات قانونية واضحة أو حماية للأنشطة الفنية والثقافية. ولم تصدر الجهات الأمنية أو السلطات المحلية حتى لحظة إعداد التقرير أي تعليق رسمي يوضح ملابسات الحادثة أو وضع الفنان المحتجز.

من منظور القانون الدولي لحقوق الإنسان، تمثل هذه الواقعة انتهاكًا صارخًا للحق في الكرامة الإنسانية والحرية الشخصية وحرية التعبير الفني المكفولة في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. كما أن المعاملة المهينة والعلنية التي تعرض لها الفنان قد ترقى إلى مستوى المعاملة القاسية أو اللاإنسانية المحظورة بموجب اتفاقية مناهضة التعذيب.