وثّق المركز الدولي للحقوق والحريات جريمة مروّعة شهدها حي المالكي، أحد الأحياء الراقية في العاصمة دمشق، تمثّلت في مقتل الفنانة ديالا صلحي الوادي خنقًا داخل منزلها أثناء عملية سطو مسلح. عُثر على جثمان الضحية صباح الأحد داخل غرفتها، وقد بدت عليها آثار خنق واضحة تشير إلى استخدام العنف المباشر في الجريمة.

ديالا، وهي ابنة الموسيقي والأكاديمي العراقي المعروف صلحي الوادي، تحمل الجنسية البريطانية، وكانت تقيم في دمشق منذ سنوات. عُرفت بانتمائها إلى الوسط الفني والأكاديمي وبمشاركاتها في الفعاليات الثقافية، ما جعل خبر مقتلها صادمًا للأوساط الثقافية والاجتماعية.

وفق المعلومات المتوفرة من مصادر محلية، أظهرت كاميرات المراقبة في الحي المشتبه به وهو يغادر المكان بعد تنفيذ الجريمة، ما مكّن الأجهزة الأمنية من تحديد هويته. ورغم ذلك، لم تُصدر السلطات تفاصيل رسمية عن دوافع الجريمة أو مصير الجاني حتى الآن، في حين تُرجّح المعطيات الأولية أن الدافع كان السرقة، خاصة مع الإبلاغ عن فقدان مقتنيات شخصية من منزل الضحية.

أثارت الجريمة موجة غضب وقلق بين سكان دمشق، إذ أن وقوعها في منطقة تخضع لإجراءات أمنية  يعكس هشاشة الوضع الأمني وارتفاع معدلات الجريمة حتى في الأحياء التي يُفترض أنها أكثر أمانًا. كما ألقت الضوء على التهديدات المتزايدة التي تواجه النساء في ظل الفوضى الأمنية وتراجع منظومة الحماية.

على الصعيد الحقوقي، تشكّل هذه الحادثة انتهاكًا صارخًا للحق في الحياة والأمان الشخصي، وهي حقوق مكرسة في المواثيق الدولية مثل العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. ويدعو ناشطون حقوقيون إلى فتح تحقيق شفاف ومستقل، يضمن محاسبة المسؤولين عن الجريمة وتعويض ذوي الضحية، إضافة إلى تعزيز الإجراءات الوقائية للحد من تكرار مثل هذه الجرائم مستقبلاً.
 

صورة الضحية ديالا



صورة المشتبه به